قصة حب

Nano

فتوكة جديدة
العنوان : قصة حب
التصنيف : اجتماعي/رومانسي/شريحة من الحياة

(1)
«««««««««
بالرجوع بالزمان لشهر .
«««««««««
كانت تسير بأقصي سرعتها عائدة للمنزل و هؤلاء الفتية يلاحقونها و يريدون النيل منها ، حتي سبقها واحد منهم و اعترض طريقها ، جذب شعرها بعنف و اجبرها تستدير نحو صديقه فقال و هو يشير نحو يده التي تنزف الدماء : انتي فاكرة ان اللي عملتيه دا هعديهولك بالساهل مثلا ؟ .. انتي عبيطة يا بت ؟
قالت له ناظرة في عينيه بغضب و الم : لو كانت لسة مطوتك معايا كنت علمت علي وشك كمان يا حقير
فقام بصفعها علي وجهها ، فنهضت محاولة الامساك به و رد الصفعة له لكن زملاؤه كانوا قد قيدوها بإحكام ، فقام بتسديد لكمة و اخري في معدتها و رغما عنها تقيأت القليل من اللعاب و من ثم اخرج مطوته و كان علي وشك جرح وجهها به حتي استوقفه آدم و قد قبض قبضته علي ذلك المراهق المتعجرف و قال : 3 علي واحدة مش رجولة
فابتسم ذلك الفتي البلطجي و قال : و انت تقرب لها ايه بقي ؟.. انت مش شايف مين معاه المطوا ولا ايه ؟
فرد : ولله لو كانت علي المطوة فهي كانت معاك بس هي علمت عليك بيها يااااا....
اندفع نحوه بهيستيريا فجعله آدم يسقط بحركة واحدة ، فتركها الفتيان الاخران لقتال ادم و القياها ارضا ، فقام ادم بضربهم و اسقاطهم ارضا ، إلتقط المطوة و قال : لو شفتكم في المنطقة دي تاني المطوة دي هتعلم عليكم واحد واحد .
نهض الفتية و ركضوا عائدين ، اتجه ادم نحو نور التي سقطت جاثية علي الارض و سألها : انتي كويسة ؟ .. اجيب لك حاجة ؟
فقالت بصوت مختنق و هي تحتضن معدتها: انا تمام
فقال لها : و ايه اللي يخلي 3 شباب يمسكوا واحدة زيك و يضربوها بالمنظر دا ؟
فقالت له و هي تنهض بصعوبة : بقلك ايه يا اخ .. ساعدتني و شكرا .. اي اسألة تانية ملكش فيه
كان الألم باديا عليها و لكنها تحملته و نهضت تسير ببطئ نحو منزلها ، تركها و ذهب هو ايضا في طريقه و ظل يفكر فيها و في تصرفها و ما حدث في ذلك اليوم .
كان هذا اول لقاء بينهم .❤️
»»»»»»»»»»
بعد انتهاء اليوم الدراسي كان يقف علي بعد بضع امتار ينتظرها و هو يحدق بهاتفه و عندما سارت نحوه نظر اليها بابتسامة عذبة و قال : اشطر كتكوت خارج من المدرسة .
فضحكت و ردت : محسسني اني في ابتدائي يا عم ايه دا .. هي سنة و هخش الجامعة .
فأكمل : يا خلاثي يا ناس اشطر كتكوت يدخل الجامعة يا ناس
فقالت : طب بس بقي ياسطا لحسن اخلي منظرك وحش اوي دلوقتي.
برم شفتيه و اتسعت عينيه و قال مازحا : خلاص يا صاحبي معلش.
و تمشوا سوية نحو منزلهم ، فمسكنه قرب مسكنها، اعتادوا السير معا منذ ان لاحظ ادم ان هؤلاء الشباب المتعجرفين ينتظرون لحظة لينالوا منها ، و كلما لاحقوها أثناء عودتها الي بيتها بعد دوامها الدراسي كان آدم يدافع عنها شفقة عليها و بسبب ان بداخله صوت يحثه علي الدفاع عنها ، لقاء بعد لقاء استطاعت نور معرفة شخصية ادم جيدا و انه ليس كبقية الشباب ، كانت تلجئ اليه فقط لمساعدتها في مثل تلك المواقف ، خصوصا و ان نور لا يوجد احد ليقف جوارها او اصدقاء يكونون لها سند ، هي حقا لا تعرف اذا كان اعتمادها علي ادم شيئ صحيح ام خطأ.
كانت تسير في صمت علي غير عادتها فسالها : مش متعود عليكي و انتي ساكتة .. بتفكري في ايه ؟
فابتسمت : لا مفيش .. حاسة اني عايزة انام بس
فقال : كدابة
- ايه كدابة دي ؟
- ببقي عارف لما بتكدبي عليا
-عمري ما كدبت
- كدابة في دي بردو
- يوووه .. بقلك ايه امشي و انت ساكت .
- طيب قولي مالك ؟
فنظرت إليه رافعة حاجبيها فقال و هو يشير بيديه : ماهو انا مش هسكت غير لما اعرف في ايه ؟ .. يإما شكل في واحد تاني سرسجي ارتبطتي بيه
فقالت سريعا : لا ولله .. انا دماغي راقت من الاولاني اصلا عشان ارتبط بواحد تاني ؟ .. انا بس حبة افكار قديمة دخلت في دماغي .
فقال بصوت مرتفع : متنطقي خلصي .. هو ايه شغل الافلام الهندي دا .. طلع في حاجة اهو .. متنطقي و خلاص .
فقالت : خلاص خلاص
صمتت للحظات ترددت نور فيها كثيرا فقال بنفاذ صبر : نامت اهو يا رب .. يا رب خدني انا تعبت .
فقالت بجدية : فاكر لؤي و العيال صحابه .. اليوم اللي اتقابلنا فيه انا و انت اول مرة ؟
فأوقفها و نظر اليها و سأل بجدية : حد فيهم ضايقك تاني ولا ايه ؟
فتهربت عينيها من عينيه : لا بس ...
فسال : ايه؟!
نور : انت مسالتنيش حتي ليه انا عملت جرح في ايد لؤي ؟ .. انت اتدخلت في موقف من غير ما تعرف أبعاده .. ليه عملت كدا ؟
نظر ادم نحو الطريق الذي يسير فيه و رد يتلقائية : ولله يا بنتي مش عارف .. بس هو ايا كان الموقف نفسه اي حد مكاني لو شافه هيضايق .. زودي علي كدا انك اكيد مجرحتيش دراعه غير لسبب او فعل هو عمله خلاكي تردي عليه بالشكل دا .. دفاعا عن نفسك يعني .. و لما سالتك ساعتها سبتيني و مشيتي فمسالتش تاني

فنظرت إليه للحظات و هي تستمع اليه، عادت تنظر إلي الطريق هي الأخري ثم قالت : في اليوم دا انا خدت المطوة و عملت له كام غرزة في ايده بسبب انه ... كان عايز يقرب مني
فسال ادم بعدم فهم : يقرب منك ازاي ؟
فقالت : كان عايز ي...
ثم لوحت بذراعيها في الهواء بحركات غير مفهومة فسال : ايه الهبل اللي بتعمليه دا ؟
فقالت بسرعة : ايه دا انت بتقول ايه ؟
- ما انتي بحركاتك دي انا مش فاهمك ؟
عقدت حاجبيها مع نظرة اشمئزاز للفراغ و قال : بقلك ايه .. انا عملت كدا عشان كنت بدافع عن نفسي .. هو اصلا بني ادم مش محترم و مغرور و بلطجي و انا بكرهه و كل ما افتكر الموقف ببقي مخنوقة
فقال : انتي احسن حاجة عملتيها في اليوم دا ساعتها انك عملتي جرح في ايده .. هو كدا اتأدب .. ثم ان هو بني ادم اصلا مترباش ... اقسم بالله في اليوم دا مكنش رحمته لو كنتي حكيتي بس
- منا هحكي لك ازاي يعني و انا اصلا مكنتش اعرفك .. ثم ان في كذا موقف حصل بعدها انت خدت لي فيهم حقي و بشكرك جدا علي وقفتك جمبي في الفترة دي .
ثم اكملوا السير و قال لها : العفو يا ستي .. و شيلي الافكار دي من دماغك و شوفي هتخشي علمي علوم ولا رياضة ؟
فردت : رياضة .. ان شاء الله .. خلاص استقريت .
مد يده المصافحة ثم قال : الف مبروك .. هندسة ان شاء الله .
فردت و تركت يده معلقة : لا مش شرط
ثم اكمل و هو يصافح نفسه : كدا كدا تخشي تالتة ثانوي مش هتشوفيه اصلا لانك هتقضيها دروس فهتنسي كل العك اللي حصل دا .
فردت : عندك حق
فابتسم و قال : و انا في الخدمة يا ستي في اي وقت .
ابتسمت له هي الأخري و ساروا معا في صمت حتي وصلت منزلها فقالت و هي تلوح له بيدها اليمني : سلام
فرد: سلام
و قبل أن تذهب قال سريعا : نور !.. كنت عايز اقولك ...
فنظرت إليه مستفهمة فارتبكت الكلمات في جوفه بعد ان التقت عيناها في عينيه و ادرك انه مرت ثوان بعد ان توقفت و هي تنظر اليه دون ان ينطق بكلمة و بدي عليه الخجل فقال : خلاص مش مهم
ابتسمت له ثم اكملت السير الي منزلها في صمت .
و اثناء عودته الي منزله كان يفكر في كلماتها التي قالتها له عن الوغد المدعو لؤي و الذين معه ، اعتصر قبضته بغضب ، لا يعلم لماذا يشعر بذلك الغضب الشديد رغم ان نور شخص قد تعرف عليه منذ شهر تقريبا لا اكثر ، و تذكر تلك المرة التي طلبت منه ان يوصلها الي بيتها في كل يوم تعود فيه من المدرسة بسبب خوفها من هؤلاء الاوغاد فشعر ان صدره يضيق و انه يرغب في حمايتها منهم بحق و يكره أن يمسها سوء ، ثم فجأة ضحك ضحكة خفيفة ان مجرد فتاه مراهقة جعلت ذهنه مشغولا بها الي هذه الدرجة .

يتبع
ارحب باي نقد
 

مريوم

فتوكة لهلوبة
جميل
استمري ♥​
 

يمكنك أيضا مشاهدة