تدبر سورة الأنعام ...... سميتها سورة التوحيد

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
من نهاية سورة المائدة ... كانت الآيات تتكلم عن أهل الكتاب الذين اعتبروا المسيح عيسى بن مريم عليه السلام إلها غير الله عز وجل.

وبدأت سورة الأنعام بـ :

(1) بدأت بالحمد لله الذى خلق السموات والأرض أى أن السموات والأرض "أى كل أرض" مخلوقات من مخلوقات الله ... وجعل الظلمات والنور ... وقال "جعل" ولم يقل "خلق" لأن الظلمات والنور "تتكون" بحركة أجزاء الكون بالنسبة لبعضها البعض فهى "تُجعل" ولا "تُخلق" ... ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ... من "العدل" أى يُساوون بين الله وبين المسيح عيسى بن مريم "وذلك من آخر سورة المائدة".
  • الخريطة الذهنية : وهى لتسهيل الحفظ ... أن الله (خلق) و (وجعل) أى أن هناك فعلين فى الآية (خلق "السموات" و "الأرض") (وجعل "الظلمات" و"النـــور")

(2) هو الذى خلقكم من طين ثم قضى أجلا لتكون فى الدنيا بالولادة ... أو قد يكون الأجل هو إنتهاء العُمر بالموت ... وأجل مسمى عنده ... لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى وهو يوم القيامة ... ثم أنتم تمترون ... أى تشكون فى ذلك.


(3) وهو الله فى السموات و فى الأرض ... أى فى السموات وفى الأرض التى نعيش عليها "وهنا يظهر الفرق بين ("فى السموات والأرض" أى كل أرض) ... وبين ("فى السموات وفى الأرض" أى الأرض التى نعيش عليها) ... يعلم سركم و جهركم ... بالنسبة لعدل الذين كفروا مع الله إلها آخر هو المسيح عيسى بن مريم عليه السلام فقد يُسِّر الإنسان شركه بالله أو يجهر به ... ويعلم ما تكسبون ... من كل شيء كالذنوب والمعاصى الظاهرة والباطنة ... وكذلك ما تكسبون من مال وأولاد ...... وغيرها.

(4) وما تأتيهم "الذين كفروا" من آية من آيات الله إلا أعرضوا عنها أى أن كل الذين كفروا من أقوام الأنبياء يُعرضوا عن آيات الله وهذا من سنن الله فى الأرض.

(5) تتحدث الآية عن كيفية الإعراض ... وهو التكذيب بالحق عند مجيئه ... فسوف يأتيهم أخبار ما كانوا به يستهزئون فإشراك العبد إلها آخر مع الله هو استهزاء بالإله الواحد الأحد.

(6) ثم يأتى تعامل الله مع هؤلاء الكفار فهو يُهلِك القرون السابقة بعد أن :
  • (مكنّاهم) و (وأرسلنا) و (وجعلنا)
  • أى مكَّن الله لهؤلاء الناس وأرسل السماء عليهم مدرارا بالخيرات ومختلف الزروع وجعل الله الأنهار تجرى من تحتهم
  • (فأهلكناهم) و (وأنشأنا)
  • أى أهلكهم الله بذنوبهم وأنشأ من بعدهم أناس آخرين ... وهنا يُسرِّى الله عز وجل عن رسوله صلى الله عليه وسلم بما حدث قبله.
  • إذن فسُنة الله فى الأرض أن الأنبياء يُعرَض عنهم ويُكذّبون من أقوامهم ويستهزئون بهم فيُهلكهم الله بذنوبهم ويأتى بآخرين يحبهم ويحبونه كما جاء فى سورة المائدة.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نستكمل سورة الأنعام

(7) ولو نزَّل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم مكتوبا فى ورق محسوس يلمسوه بأيديهم ... لقال الذين كفروا إن هذا المكتوب إلا سحر مبين أى واضح.

(8) وقال هؤلاء الذين كفروا هلَّا أنزل عليه ملاك بهذا المكتوب ... ولو أنزل الله هذا الملاك لقُضِى الأمر "بلا إمهال" ثم لا ينظر إليهم الله عز وجل أو أى من العباد.

(9) ولو جعل الله الرسول ملك لأمكنه أن يجعله رجلا "لأن الله على كل شيئ قدير" ولألبسهم على ما يلبسون تَمنِّى أن يكون الرسول ملك لا رجل منهم وهو تعجيز "أن يُؤتى بملك لا رجل" من وجهة نظرهم.

(10) ثم يُستكمل المبدأ الربانى أنه قد استُهزِئ برسل قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحاط بالساخرين منهم أى من الرسل ما كانوا به يستهزئون كما فى المبدأ القرآنى "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله".

(11) ثم يأتى عقاب المستهزئين أو المكذبين حيث يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يقول للمسلمين سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة هؤلاء "المكذبين" وهذا من التسلية للرسول عليه الصلاة والسلام من ربه عز وجل.

(12) ثم يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه و سلم "قل لمن ما فى السموات الأرض" أىكل سماء وكل أرض وأن يُجيب "قل لله" أنه كتب على نفسه الرحمة ... ومن رحمته أنه سيجمعنا يوم القيامة بلا شك ... وأن هؤلاء المكذبين وسماهم الذين خسروا أنفسهم بالتكذيب والاستهزاء بالتكذيب والاستهزاء فهم لا يؤمنون وهذا حكم الله عليهم.

يُتبع إن شاء الله
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نستكمل سورة الأنعام

(13) ولله كل ما سكن فى الليل لأن الليل خُلق للسكون ... وله النهار بما فيه من حركة و سعى لكسب الرزق ... وهو السميع لأدق الحركات و السكنات ... وهو العليم بظواهر الحركات والسكنات و بواطنها.

(14) قل يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ... أغير الله أتخذ وليا يكون مسئولا عنى و مدبرا لأمورى؟ ... دة هوة خالق السماوات والأرض ... وإن كنتم تُحصّلون الرزق لأجل الطعام والشراب بفضل الله "آية 12" فإن الله يُطعِم "لأنه هو الذى يرزقكم" ولا يُطعَم.

وقل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنى أُمرت أن أكون من أسلم لهذا الولى" ويقول الله لك "ولا تكونن من المشركين"

(15) قل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم" وهذا عمل المشركين من الآية السابقة "عصيان الله سبحانه وتعالى"

(16) من يُصرف عنه يومئذ "يوم عظيم ... من الآية السابقة" وهذا فقد رحمه ... وذلك الصرف هو الفوز المبين الواضح.

(17) من الآية 15 ---< ضر ---< وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ... ومن الآية 16 ---< خير ---< وإن يمسسك بخير كذلك فلا كاشف له إلا هو ... ثم يزيِّل الآية بــ ... فهو على كل شيئ قدير.

(18) من الآية 17 "فهو" ... ومن هذه الآية "وهو"

أى وهو القاهر "أى القادر على قهر عباده بجبروته و عظمته و قوته" وهو الحكيم فى كيف ومتى وأين يمس عباده بالضر أو بالخير كيفما يشاء ... الخبير بأفعال العباد تجاه هذا المساس بالضر أو بالخير.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
استعينى بالله ولا تعجزى
قد يكون ابتلاء من الله
قد يكون ذنب
قد يكون حق عليكى من أخت لك ظلمتيها
سددوا و قاربوا
تفاءلوا بالخير تجدوه
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نستكمل سورة الأنعام

(19) قل يا رسول الله عليه و سلم : أى شيئ أكبر شهادة على أن الله هو القاهر فوق عباده وأنه هو الحكيم الخبير؟

وجاءت الإجابة أن قل يا رسول الله عليه و سلم : بأن الله شهيد بينى و بين المشركين.

وأنه قد أوحى إلىَّ هذا القرآن ليُنذر قومه ومن بلغه هذا القرآن

ويسألهم أتشهدون أن مع الله آلهة أخرى؟ وأجب يا رسول الله عليه و سلم : "لا أشهد" وقل أنه إله واحد وأنك برئ مما يُشركون.

(20) من هم هؤلاء المشركون؟ هم الذين ءاتيناهم الكتاب والذى ذُكر فيه صفات نبى آخر الزمان رسول الله صلى الله عليه و سلم فعرفوه كما يعرفون أبناءهم ولكنهم لم يعترفوا بذلك فأصبحوا خاسرين أنفسهم وكذلك لا يؤمنون.

(21) وهؤلاء الذين خسروا أنفسهم ولم يؤمنوا هم أظلم وليس هناك من هم أظلم منهم لأنهم افتروا على الله الكذب وكذّبوا بآياته التى ذُكرت فى كتبهم "التوراة والإنجيل" وهى صفات الرسول صلى الله عليه و سلم .. إنه لا يُفلح الظالمون.

(22) ويوم نحشر هؤلاء الظالمون جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤهم الذين كنتم تزعمون أنهم شركاء لله سبحانه وتعالى.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

(23) وهؤلاء الظالمون لما تعرضوا للفتنة (الاختبار) الذى يجب أن يُمحصهم و يُنقيهم إلا أن قالوا "والله ربنا ما كنا مشركين.

(24) ثم قال الله لرسوله صلى الله عليه و سلم : انظر (يوم نحشرهم جميعا) كيف كذبوا على أنفسهم أمام الله على حساب أنفسهم حيث اخترعوا فكرة الشركاء ثم صدقوها وقالوا "والله ربنا ما كنا مشركين" وهذا كذب ولكنهم أقنعوا أدمغتهم أنها صحيحة وصدّقوا ذلك ... ثم جعل الله ما كانوا يكذبون ويفترون "من أن لله شركاء" يضل عنهم يوم القيامة.

(25) ومن هؤلاء الظالمين من يستمع إليك "ليس يسمع ... ولكن يستمع ... والزيادة فى مبنى الكلمة زيادة فى معناها" أى أنهم ينصتون إليك.

ولكن الله نتيجة كذبهم جعل على قلوبهم أغلفة أن يفقهوا أو أن يفهموا هذا القرآن وكذلك جعل فى آذانهم صمم.

وإن يروا كل آية من عند الله لا يؤمنوا بها مثل بعث الرسول صلى الله عليه و سلم وصفاته المذكورة عندهم فى التوراة و الإنجيل وكذلك كراماته مثل الإسراء والمعراج.

حتى إذا جاؤوك يجادلونك فى ما أُرسل إليك "فهم ينصتون ليوجدوا الثغرات فى كلام الله" فيقول هؤلاء الكافرين إن هذا القرآن إلا أساطير الأولين أى خرافات لا معنى لها من أوائل الخلق.

(26) وهم ينهون و يُعرضون عن القرآن أو عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وبهذا النهى و الإعراض هم ما يُهلكون إلا أنفسهم دون أن يشعروا.

(27) ولكن متى سيشعرون بكذبهم و افترائهم؟ عندما يُعرَضون على النار ويقفوا عليها وهنا يقول "وُقِفوا" أى أُجبروا على الوقوف على النار فقالوا وتمنوا يا ليتنا نُرد للدنيا ولا نُكذّب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نستكمل سورة الأنعام

(28) بل ظهر لهؤلاء الظالمين ما كانوا يُخفون من قبل من شركهم ... ولو رُدُّوا للدنيا لعادوا لما نُهوا عنه من ألا يُشركوا بالله وألا يفتروا على الله الكذب ... وإنهم لكاذبون.



(29) وقالوا "إن هى إلا حياتنا الدنيا" وأنهم لن يُبعثوا للحساب.



(30) ولو ترى يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ وُقِفوا غصبا عنهم بواسطة الملائكة أمام ربهم للحساب يوم القيامة ... فقال لهم الله "أليس هذا بالحق الذى وُعِدتم به" قالوا "بلى وربنا إنه لحق" ... فقال لهم الله "فذوقوا العذاب تمهيدا لاستمراره فبداية أى عذاب تكون بذوقه ثم يزيد مع الوقت ... بما كنتم تكفرون بالله وتُشركون معه غيره"



(31) ومن ضمن كفرهم أنهم كذَّبوا بلقاء الله أو بعثه لهم كما فى الآية 29 ... حيث قالوا "وما نحن بمبعوثين" أى أنهم لا يؤمنون بالبعث ... فهؤلاء قد خسِروا ... حتى إذا جاءتهم الساعة فجأة أو بغتة قالوا "يا حسرتنا على ما فرطنا فيها أى فى الدنيا" كما ذُكِر فى آية 29 ... وهم يحملون ذنوبهم على ظهورهم من الكذب والافتراء على الله ... ألا ساء ما يُذنبون فى الدنيا.

يتبع .....
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نكمل سورة الأنعام ......



(32) وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو بالنسبة للآخرة التى هى خير للذين يتقون الله ... أفلا تعقلون أيها الكافرون؟

إذن المتقون فقط هم الذين يُحبون لقاء الله عكس الظالمون لأنفسهم بالذنوب والذين يُكذِّبون بلقاء الله.



(33) ومن "أفلا تعقلون؟" فالله يعلم ما فى عقولهم لذلك قال "قد نعلم إنه يحزُنك الذى يقولون هؤلاء الظالمون المشركون الكافرون نتيجة عقولهم ... فإنهم لا يُكذِّبونك لأنهم يعلمون أنك ألحق ولكنهم «الظالمين» يُنكرون آيات الله من البعث والحساب وكذلك آية أن الدنيا لعب ولهو"



(34) ولقد كُذِّبت رسل من قبلك «أى أن الله يواسى رسوله من أنه قد كُذِّبت رسل من قبلك وهذا أكبر من جحود قومك فحالك أحسن من حالهم» فصبروا على تكذيب وإيذاء أقوامهم حتى أتاهم نصرنا «أى نصر الله» ... فهذه من سنن الله "أى كلماته" التى لا تُبدَّل ... ولقد جاءك من نبأ المرسلين قبلك من أنهم صبروا فى مواجهة أقدامهم.



(35) وإن كان كَبُر عليك إعراضهم وتتمنى أشد التمنى أن يُسلِموا لدرجة أنك تريد أن تخوض نفقا فى الأرض أو سُلما فى السماء فتأتيهم ولو بآية من آيات من آيات الأرض أو السماء ... ولو شاء لجمع هؤلاء الظالمين على الهداية ... فلا تكونن من الجاهلين «بأن يجعلك الحزن على ما يقولون تيأس وتترك هؤلاء الظالمين لكفرهم» فهنا لم يكن رسول الله عليه وسلم من الجاهلين "معاذ الله" ولكنه قد يفعل فعلا يجعله كذلك فكان حقا على الله أن يحذره من أن يكون من الجاهلين.

يتبع ......
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نكمل سورة الأنعام .....



(36) ومن الآية السابقة عندما قال الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم ألا يكون من الجاهلين بأن يؤثر حزنه على دعوته إلى الله ... يقول الله عز وجل مرة أخرى ... إنما يستجيب لدعوتك ولأقل آيات الله «ألم يقل .. فتأتيهم بآية ... بكل ما تستطيع» الذين يسمعون سماع فهم بقلوبهم وعقولهم «وهم أحياء القلوب» ... والذين لا يستجيبون للدعوة ولما يرونه من آيات ... عندما يُصبحون موتى ... يبعثهم الله عز وجل فى البرزخ ثم إليه يُرجعون ليحاسبهم فى الآخرة.



(37) وهم ما زالوا فى الدنيا قالوا «هلّا أو يا ليت يُنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم آية من ربه» ... قل إجابة لهم يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله قادرٌ على أن يُنزِّل آية ولكن أكثر من لا يستجيبون لآيات الله لا يعلمون هذه القدرة من الله سبحانه وتعالى.



(38) ومما لا يعلمون من قدرة الله سبحانه وتعالى على أن يُنزِّل آية يذكر لهم الله عز وجل مثال لقدرته على إيجاد الآيات ... وهى أن ما من دابة فى الأرض «ألم يقل ... تبتغى نفقا فى الأرض» ولا طائر يطير بجناحيه «تبتغى سلما فى السماء» إلا أممٌ أمثالكم ... ما فرطنا "أى الله عز وجل" فى الكتاب ... أى فى القرآن أو فى اللوح المحفوظ ... من شيئ قد يَهُم الإنسان ... ثم بعد قضاء ما فى الكتاب هم "أى الدواب والطيور" إلى ربهم يُحشرون.



(39) وهؤلاء الموتى "المذكورين فى آية 36" هم الذين كذَّبوا بآيات الله وهم صمٌ لا يسمعون سماع فهم ولا ينطقون كما يُحب الله ويرضى ... هم فى ظلمات الجهل والضلال ... من يشأ الله يُضلله فيستمر فى الظلمات ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم بأن يهديه ويشرح صدره للإسلام.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نستكمل سورة الأنعام ...........

(40) من الآية السابقة "39" .. من يشأ الله يضلله .. ونتيجة ضلالهم .. فقل يا رسول الله عليه و سلم .. هل إذا أصابكم العذاب أو أتتكم الساعة أى يوم القيامة بمشيئة الله .. هل ستدعون غير الله وقت الشدة "أى وقت الإصابة بالعذاب أو أن تأتى الساعة" إن كنتم صادقين فى زعمكم أن الله لا يستطيع أن ينزل عليكم آية؟



(41) بل الله تدعون فيكشف ما تدعون إليه وهو التكذيب بآيات الله "فقط إن شاء الله .. فقد دعوتم الله" وتنسون ما تشركون.



(42) ويُسرِّى اللع سبحانه وتعالى عن رسوله صلى الله عليه و سلم بأن يقول "ولقد أرسلنا "أى الرسل" إلى أمم من قبلك فأصابهم الله بالبأساء وهى الشدة والضراء لعلهم يتضرعون بالدعاء لعل الله يكشف عنهم هذا البأس وهذا الضر.



(43) فهلَّا إذ جاءهم هذا البأس وهذا الضر من الله سبحانه و تعالى .. تضرعوا .. ولكن قست قلوبهم .. وليس ذلك فقط .. بل زيَّن لهم الشيطان ما كانوا يعملون من المعاصى والتكذيب بآيات الله.



(44) فلما نسوا ما ذُكروا به من أن يتضرعوا وقت الشدة والضر .. فتح الله عليهم أبواب كل خير .. استدرجهم الله سبحانه وتعالى بالخير الكثير .. حتى إذا فرحوا بما أوتوا من الله عز وجل .. أخذهم الله فجأة فإذا هم يائسون محبوسين داخل ذنوبهم فلا رجعة لطريق الصواب.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نكمل سورة الأنعام .................

ملحوظة : قد يجد البعض معانى أخرى فى شروح العلماء فكلٌ بحسب ما يجود الله به من إيحاءات ... كذلك القرآن فيه من كل مثل ... فقد تحمل الآية أكثر من معنى وكل معنى صحيح ... فسبحان من له الدوام.



(45) ومن يأخذه الله بغتة يُقطع دابره أى نسله لأنه من الظالمين .. والحمد لله رب العالمين .. وقال "رب العالمين" لأن القرآن نزل للعالمين .. فمن سنن الله أن يُقطع دابر الظالمين فى كل مكان فى كون الله الفسيح.



(46) طيب وعكس الظالمين؟ يربى الله سبحانه وتعالى العباد على التوحيد ويقول لهم على لسان نبيه صلى الله عليه و سلم : "أرءيتم إن أخذ الله سمعكم فلا تستطيعون السمع وأبصاركم فلا تستطيعون البصر وختم على قلوبكم فلا تستطيعون الإحساس بها بما يُنزّل من عند الله من آيات فى القرآن .. من إله غير الله يأتيكم بما أخذ الله سبحانه وتعالى؟ .. ويُسلى الله عز وجل رسوله صلى الله عليه و سلم بأن يقول له .. انظر كيف نوجه الآيات ونُصرفها لنفع الناس وتربيتهم على التوحيد .. ثم هم يُعرضون عن الحق.



(47) ويأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه و سلم بأن يقول .. إذا رأيتكم إن أتاكم عذاب الله "لأنهم أعرضوا عن الحق كما فى الآية السابقة" بغتة فلا تستطيعون رده من فجأته .. أو جهرة ليُعطيكم فرصة رده عنكم .. فعذاب الله أتاهم فى الدنيا لا يُهلَك بسببه إلا القوم الظالمين (وهنا لم يُحدد العذاب هل فى الدنيا فقط أم فى الآخرة فقط أم فى الاثنين معا .. ولكن عندما يقول "هل يُهلَك إلا القوم الظالمين؟" فذلك يدل على أن العذاب أتى الناس جميعا الصالحين والطالحين وليس منطقيا أن يُعرَض العذاب على الصالحين فى الآخرة .. لذلك فالأغلب أن العذاب عُرِض على العباد فى الدنيا نتيجة ذنوبهم.)



(48) طيب هؤلاء الظالمين .. كى يهتدوا ماذا يفعل الله لهم؟

يُرسل المرسلين ليُبشروا الصالحين المطيعين لأوامر الله .. وليُنذروا العاصين المكذبين لآيات الله .. وهنا ينقسم العباد لقسمين كالمعتاد فى القرآن :

القسم الأول : من ءامن و أصلح ما يستحق الإصلاح فى الأرض ما استطاع .. فلا خوف عليهم و لا هم يصيبهم الحزن.



(49) والقسم الثانى : الذين يُكذبون بآيات الله التى يُصرفها لهم فى كل شئونهم .. يمسُهم العذاب بما كانوا يفسُقون .. والفسق هو الخروج عن الطريق المستقيم .. والمساس هو بداية العذاب الذى يتدرج فيزيد مع الوقت ليُصبح أقصى وأقسى أنواع العذاب .. فمن غير المنطقى أن يمس المكذبين "بآيات الله" العذاب ويظل "مساس" فيجب أن يزيد لأن المساس هو الحد الأدنى من العذاب لأنهم خرجوا عن طريق الحق.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نستكمل سورة الأنعام ...........



(50) وإن كنتم فاسقين "من الآية السابقة" فلا تتوقعوا أن عندى .. أى الرسول عليه الصلاة والسلام .. أن عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إنى مَلك (وهذه الثلاث أمور غالبا هى ما يشترطه قوم نبى ليُسلموا) ويقول عز وجل عن رسوله صلى الله عليه و سلم : إن أتبع إلا ما يوحى إلىّ من الله سبحانه وتعالى .. ثم يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه و سلم : قل هل يستوى الأعمى "أى المكذبين بآيات الله" والبصير "من ءامن وأصلح" .. أفلا تتفكرون فيما سبق؟



(51) ويُكمل الله آمرا نبيه صلى الله علي و سلم أن يُنذر بالذى يُوحى إليه من ربه .. أن يُنذر به الذين يخافون أن يُحشروا إلى ربهم فيلزموا الطاعات ويبتعدوا عن المعاصى .. ليس لهم من دون الله ولى يتولى أمرهم ولا شفيع يعذرهم عند التقصير .. ومن خوفهم واتخاذهم الله ولى ولا شفيع فإنهم يُحصّلون التقوى.



(52) ومع الأمر "أنذر (1)" يأتى النهى "ولا تطرد (2)" أى الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه "مخلصين العمل لله سبحانه وتعالى" .. وبما أنه ما على الرسول إلا البلاغ ولزوم الصحبة الصالحة .. فليس له علاقة بحسابهم عما كان فى قلوبهم عند إسلامهم "فله فقط ظاهر التصرف" وليس لهم علاقة بحسابك فيُجيز لك أن تطردهم فتكون ظالما لهم أى من الظالمين.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نستكمل سورة الأنعام ..........



(53) ليس فقط ستكون من الظالمين إن طردت الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه (من الآية السابقة) ولكن كذلك اختبرنا (أى الله عز وجل) بعضهم (أى الظالمين) ببعض ولكنهم فشلوا فى هذا الاختبار فقالوا : أهؤلاء ( أى الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه) منَّ الله عليهم من بيننا بالإسلام .. أليس الله بهذا المنَّ بالإسلام أعلم بالشاكرين له سبحانه وتعالى على منِّه عليهم.



(54) وإذا جاءك يا رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين يؤمنون بآياتنا (أى الشاكرين) فقل سلام عليكم .. كتب ربكم على نفسه الرحمة .. ما هى هذه الرحمة؟ أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم أدَّى شرطين (التوبة والإصلاح) بعد السوء فأن الله غفور رحيم.



(55) ومما سبق .. وكذلك نُفصِّل الآيات (أى الآيات السابقة) ولتعرف سبيل المجرمين (أى سبيل المجرمين من سبيل الصالحين) وقال ("ولتستبين" وليس "لتُبين" والزيادة فى المبنى زيادة فى المعنى) .. أى لتستوضح طريق المجرمين أى أن تفصيل الآيات يُعلمك أن تستوضح "بدقة" سبيل المجرمين.



(56) قل يا رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنى نُهيتُ أن أعبد الذين تدعون من دون الله "أى المجرمين .. من الآية السابقة" .. قل لا أتَّبع أهواءكم لأننى إن فعلت ذلك فقد ضللت وما أنا من المهتدين.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نستكمل سورة الأنعام

(57) يقول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم :

قل إنى على بينة من ربى بأن القرآن حق ... فى حين أنكم كذبتم بهذا الكتاب) وأنه ليس عندى ما تستعجلون "يوم القيامة" كتحدى للرسول عليه الصلاة والسلام" ... إن الحكم بينى وبينكم إلا لله ... يقُص الحق من الثوابات والعقابات وكذلك قصص القرآن ... وهو خير الفاصلين بين العباد.

(58) وكذلك قل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم :

لو أن عندى ما تستعجلون به إن كنت صادقا ... لاستعجلتم كذلك القضاء بينى وبينكم ... ولأنهم ظالمين بسبب استعجالهم وتكذيبهم بآيات الله ... فالله أعلم بهم من غيرهم.

(59) ومما سبق ... فالله أعلم بالظالمين ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم ... عنده مفاتح الغيب أى خزائن الغيب الموجودة فاللوح المحفوظ منذ قديم الأزل ... لا يعلمها إلا هو "وسبحان الله هو وحده المسئول عن إخراجها من مكانها لجميع خلقه فى كل لحظة من لحظات الزمان" ... ويعلم ما فى البر والبحر ... وكل شيئ إما بر وإما بحر ولكنه لا يؤكل ... وما تسقط من ورقة إلا يعلمها "فيا ترى كم ورقة من بداية الخلق إلى نهايته" وكذلك ولا حبة فى ظلمات الأرض "حبات كثيرة لا ترى النور" إلا يعلمها ولا رطب ولا يابس "مما يؤكل" إلا فى كتاب مبين وهو اللوح المحفوظ.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نستكمل سورة الأنعام ...........


(60) وهو الله الذى يتوفاكم بالليل "الموتة الأولى" ويعلم ما كسبتم بالنهار ثم يبعثكم فى هذا النهار ليُقضى أجل مسمى عند الله وحده فى علمه ثم إليه "أى الله عز وجل" مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون من طاعات للمؤمنين ومن معاصى للكافرين.



(61) وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة "يحفظونه من الضر" حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسل الموت وهم "أى هؤلاء الرسل" لا يُفرطون فى مهمة قبض الأرواح.



(62) ثم بعد الموت ... رُدُّوا إلى الله مولاهم الحق ... ألا له الحكم و هو أسرع الحاسبين للحسنات و السيئات ... والأمر يتطلب سرعة لأن الخلق كثيرون فكم من مخلوق يعصى وكم من مخلوق يطيع ... وكل فعل له حسبة فى نفس اللحظة ومع تعدد وتنوع الخلق تتعدد وتتنوع الحسبات ... فسبحان الله.



(63) ثم يطلب الله من رسوله صلى الله ليه و سلم أن قُل :

من يُنجيكم من ظلمات البر "فى الليل" وظلمات البحر "أعماقه المُظلمة" تدعونه تضرعا و خفية ... وهنا أجمل الدعاء أن يكون بالتضرع إلى الله خفية من أعين العباد (والدليل على ذلك أن الدعاء استُجيب فى الآية التالية) لئن أنجانا من هذه الظلمات لنكونن من الشاكرين.



(64) فاسُجيب الدعاء حيث أكمل الرسول صلى الله عليه و سلم "قل" :

أن الله يُنجيكم منها "أى من ظلمات البر و البحر" ومن كل كرب ثم أنتم تُشركون به ما لا يضر ولا ينفع.
 

Amira Amatollah Almoslema

فتوكة لهلوبة
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نستكمل سورة الأنعام ...............

(65) نتيجة الشرك "من الآية السابقة" أن يبعث الله على المشركين أنواع العذاب ... فيقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه و سلم ... قل أن الله هو القادر على أن يبعث عليكم أيها الكافرين عذابا من فوقكم أى من السماء أو من تحت أرجلكم أى من الأرض أو يجعلكم فرقا "والتفرق عذاب حيث لكل أمة أمير تختلف آرائه عن غيره" ويذيق بعضكم بأس بعض لأنكم بعدتم عن منهج الله من الكتاب و السنة ... انظر كيف نُصرِّف وننوع الآيات والعذابات فى القرآن لعل هؤلاء الكفار وغيرهم ممن علم هذه الآيات يفقهون ويتدبرون فيؤمنون.

(66) ولكن هؤلاء الكفار هل فقهوا؟ لا ... بل كذُّب به "أى القرآن حيث توجد فيه الآيات" قومك الكافرون مع أنه الحق ... وقل يا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنك لست عليهم بوكيل أى لست مسئولا عنكم.

(67) لكل نبإ مستقر يحدث فيه ويستقر فسوف تعلمون هذه الأنباء.

(68) وإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا "وهم فئتين الكفار و المنافقين" فأعرض عنهم حتى يخوضوا فى حديث غير آيات الله ... وإما يُنسيك الشيطان أن تُعرض عنهم فلا تقعد بعد أن تتذكر مع القوم الظالمين "الكافرين والمنافقين".
 

يمكنك أيضا مشاهدة