قصة محاولة بفاء

ر

رضوه عباس

غير مسجلة
محاولة بقاء
الفصل الاول

"أولئك البالغون الذين كانوا يوماً ما أبناء لآباء مؤذيين، سيجدون صعوبة بالغة في التعامل مع الغضب، لأنهم قد نشأوا في عائلات لم يكن مسموحاً فيها بالتعبير عن المشاعر. والغضب كان شيئآ يحمل الأبوان فقط امتياز إظهاره غير مسموح لسواهم"

سوزان فوروارد

.............

بوجود تلك الجحيم المشتعلة في قلبك وعقلك،كيف يمكنك أن تحيا؟

دوستويفسكي

..............

ما أجمل الطفولة تجد في ابتسامتهم البراءة وفي تعاملاتهم البساطة لا يحقدون ولا يحسدون وإن أصابهم مكروه لا يتذمرون، يعيشون اليوم بيومه بل الساعة بساعتها لا يأخذهم التفكير ولا التخطيط لغد ولا يفكرون كيف سيكون وماذا سيعملون، أحاسيسهم مرهفة وأحاديثم مشوقة وتعاملاتهم محبة، فإن أسأت إليهم اليوم في الغد ينسون وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة ذلك لأنّ قلوبهم بيضاء لا تحمل على أحد.

هكذا هى بطلتنا....فتاة يافعة . .تعرضت للعنف الابوي منذ الصغر من طرف والدها الريفي الأستاذ محمود العربي..الذي يعمل موظف في شركة المياة....والدتها صفاء احمد التي تعمل موظفه في خدمة البريد المصري...هنا فتاة تدعى شفا ..شفا محمود العربي ....بريئة خجولة لا تعرف للقسوة عُنوان ...لا تفقه تفسير الكره والحقد....رغم ما مر بها من معاناه في منزل والدها ...خُيل إليها بأن جميع الأباء هكذا
جميعهم قُساه...لا يعرفون الرحمة.....لم تشتكِ يوماً لأحد....
عنيدة هى...جميلة عميقة العينين...بشعر حريري ....طولها 165سم ...ووالدتها حملها عزيز لم تنجب غير اثنان..شفا وحازم
شفى صاحبة ال١٨ عام...حازم ٢٠ عاماً
والدتها عصبية كثيراً لم تكن ملجأ لإبنتها...بل كانت الفتاة تبحث في وجوه الغرباء عن أمانها...ومع ذلك والدتها رقيقة القلب ..حنونه...ولكن عند الغضب عليك الإبتعاد من أمامها هنا حرب عالمية ثالثة على وشك الإنفجار.

هذا وصف موجز لشخصية والدتها.

ما رأيك إذا أصبح القاضي والجاني والمتهم نفس الشخص.....انا اتحدث عن تجربة ربما هى حقيقية...ربما رأيتها أنت في بيت أحد أقربائك..أو في منزلك نفسه
محاولة بقاء.

........................

عفويتي هى ضعفي ومصدر قوتي،أرى الله بقلبي.وفي كل من أُحب.

رضوه

...........................

تستقبل الصباح بنشاط كعادتها.....تكره الكسل ...الآن تقوم بجلي الأواني ...بعدما رتبت المنزل بأكمله....
.
.. .

.
...
بعد وقت ليس بالقليل من العمل المحبب على قلبها
تتنهد براحه مبتسمه لإنجازها جميع المهام في وقت قصير
جففت كفيها قائلة بسعادة .
_تمت المهمه بنجاح

لم نكن نتطلب الكثير، فقط أن نشعر أننا على ما يرام ،وأننا جيدون بما يكفي، ونستحق الحب هكذا تماماً كما نحب..دون أن نحتاج أن نقتلع جلودنا كل صباح ونرتدي غيرها لنرضيهم.

..................
الثالثة ظهرآ

تهاتف شفا أخاها
-حازم فينك ، ياخى إنجز كل ده بتشتري العيش.....بابا وماما مش عارفه اتأخرو كده ليه....انا خلاص خلصت الاكل كله....

ثم ابتسمت بكذب مؤردفه
-لا معملتش ملوخية...مفيش توم....خلص تقريبا....زعلتي يا بطة...طيب ما أنت اللي فقري....ثم ضحكت بصوت عل حديثه....خلاص بهزر ياعم بهزر...هات العيش انت بس تقريبا محدش هياكول غيرنا

اغلفت الهاتف مع أخاها....علاقتها مع حازم علاقه صداقة ويشوبها بعض الخوف....حازم عصبي كوالده...لا يتقبل الخطأ
قد يهين شفا لأي سبب...ويأتي بعد قليل يحدثها كأن شيئآ لم يكن...قلبه نظيف..وشفا مدركه لهذا....لذلك لا تحزن منه....أو قد نقول هى الأخرى تنسى الإساءه.

....................
في صباح يوم جديد
تذهب شفا الآن الى مدرستها بقريتهم الصغيرة.....قرية نائية لا يوجد بها مواصلات...تمشي ربع ساعة للوصل الى المدرسه
وطوال الطريق تشد في ملابسها وحجابها الطويل...رغم أن ملابسها واسعه من الأساس...شفا تكره أن تُظهر اى معالم لاِنوثتها ..إذا ذكرنا الإحترام فهو شفا بلا منازع...ها قد وصلت اخيراً.
تُحيي زميلاتها بالقبولات والأحضان ...فهى ودوده كثيراً..

_سعاد وحشتيني خالص...ولا رنيتي ليكي يومين يا كلبه
تتحدث وهى تحتضنها

سعاد الأخرى بحب تبتسم وتحتضنها بصدق
-عبقرية المدرسة...وحشتيني والله بس الاجازة إللى خدناها بسبب كورونا دي خلت بابا قاعد معانا ٢٤ ساعة...ومخبيش عليكي أنا بصدق ما بشوفه...وأكملت حديثها شاردة وكأنها تتحدث عن حبيبها ...انتي متعرفيش يا شفا أنا بحب بابا ازاى.

إبتسمت شفا بود ولكن إستغربت جملة صديقتها(أنا بصدق ما بشوفه)
ف شفا لا تحب رؤية والدها رغم إن هذا الإحساس يضايقها و تظن بأن الجميع مثلها...هنا ستدرك حقيقة وضعها المآسوي.....ستدرك من الآن بالتفكير والمقارنة بأن إنكسارها هو نفسه سندها...ستلوم القدر على بلوتها الأساسية...يوماً ما ستتمنى الموت بصدق...غداً الثانية ظهراً ..ستضح
الحقيقة...انتظرو.
محاولة بقاء.
 

يمكنك أيضا مشاهدة